كم من عبادة ضاعت بسبب سوف أصلي؟!
وكم من ذنب طال بسبب سوف أتوب؟!
وكم من علاقات أسرية تحطمت بسبب سوف أزور ( أحد من أفراد الأسرة /العائلة )؟!
وكم من طالب رسب في امتحاناته بسبب سوف أذاكر؟!
وكم من مريض تداعت حالته بسبب سوف أذهب إلى الطبيب ؟!
ســـــــوفهي التي جعلت محمد الغزالي يتساءل في حيرة قائلًا: (أتدري كيف يُسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتى ينقضي أجله، ويديه صفر من أي خير)
[جدد حياتك، محمد الغزالي، ص(27)].
وداعًا لسوف وأخواتها في ثلاث خطواتالخطـوة الأولىاستخدم الخط الأحمر
أسلوب الخط الأحمر، هو ببساطة أن تحددى لكل عمل خطًّا زمنيًّا نهائيًّا لا يمكن أن يتعداه، فهذا يجعلك مقيد بوقت معين تنجز فيه أعمالك.
لذا؛ فقومي بمعاهدة نفسك
سأنتهي من فعل هذا الساعة الفلانية إن شاء الله)، أو (
سأكون منتهي من هذا بعد 5 أيام إن شاء الله)، فحينما تحددين موعدًا نهائيًّا للقيام بمسئولية ما قد تؤجلينه إلى فترة وجيزة ثم تقومي به قبل وصول ذلك الموعد.
الخطـوة الـثـانـيـة
ابدأ بالصعب أولًا
فعندما نبدأ نهارنا نكون في أعلى مراتب الطاقة، وحينذاك قد يسهل القيام بهذه المهام غير المحببة للنفس، ثم إنه بعد الانتهاء منها نقوم بالأمور الأخرى السهلة على أنفسنا، وذلك عند ضعف النشاط حينما يتقدم الوقت في النهار.
فابدئي بالأعمال الصعبة والشاقة، أو تلك الأعمال التي قد تكون غير محببة إليكِ، فإذا فرغت منها في أوقات نشاطكِ استمتعت ببقية الأعمال الأخرى.
الخطـوة الثــالـثـة
تفتيت الأعمال الكبيرة:
أسلوب ممتاز هو تفتيت الأعمال، فحينما تقفين أمام العمل الضخم ستشعري حياله بالعجز والصعوبة، حينها، قسمي ذلك العمل الكبير إلى مراحل وخطوات صغيرة، ستجدين أن نظرتك للعمل قد تحسنت وأن طاقتك قد ارتفعت نحو الإنجاز والإتمام.
يقول هنري فورد: (لا شيء صعب المنال إذا جُزِّئ إلى أعمال صغيرة)، ويقول ماركتوين: (إن سر التقدم يكمن في الابتداء بالعمل، وإن سر الابتداء بالعمل المعقد يكمن في تجزئته إلى مهام صغيرة سهلة، ثم البدء بأول تلك المهام) [الحفر، مارك توين، ص(14)].
الخطـوة الرابـعـة
ابدأي الآن هيا:
هناك قاعدة تقول أن الإنسان كلما سوَّف العمل كلما شعر بعجزه تجاه إتمامه، وهكذا دواليك، فبادري فورًا بإنجاز الأعمال حتى لا تتكون هذه النفسية المستصعبة.
فطالما يؤجل هذا العمل للمستقبل طالما يصعب القيام به، ويضخم في ذهن الفرد مع كونه قد يكون بسيطًا وسهلًا، ويسبب مع غيره قلقًا نفسيًّا لتراكم الأعمال واحدة فوق الأخرى بسبب التسويف، وبمجرد البدء في العمل المسوف سيظهر مباشرة حجمه الطبيعي غير المتأثر بالحالة النفسية هذه.
أفضل الطرق للاستعداد للغد هي أن نركز كل ذكائنا وحماسنا في إنهاء عمل اليوم على أحسن ما يكون، وهذا هو الطريق الوحيد الذي نستعد به للغد .